روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | العفنُ العاجلُ...كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > العفنُ العاجلُ...كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟


  العفنُ العاجلُ...كيف يَحلو في أعينِ الخلق؟
     عدد مرات المشاهدة: 2172        عدد مرات الإرسال: 0

كُن على ثقةٍ من أن هناك حساباً دائراً لا يتوقف أبداً، حتى تتوقف أنفاسك في هذه الحياة!! هذا الحساب يأخذُ من دنياك ﻵخرتك، أو يأخذ من آخرتك بحسب خسران أعمالك في دنياك!! يحيطك بالحفظ والرعاية، ويمنحك الشعور بالأمان جزاء صدق مراقبتك لله عز وجل، أو يُلقي الفزع في قلبك ويُشعرك بالمذلة والهوان، حال إستهانتك بأوامر الله تعالى، فيتراكم الران على قلبك نتيجة إغترافك الغفلات تلو الغفلات!!

ينتقص من رزقك أو يُبَارك لك فيه!! يستر عوراتك أو يفضح زلاتك!! يحفظ أبناءك أو يصيبك بعواقب جرم أفعالك بإبتلائك فيهم!!

لا يختل ميزاته أبداً، إذ أن الذي يجريه بيده هو عالم السر وأخفى سبحانه وبحمده!!

جوانب العفو والصفح فيه ظاهرة {ويعفو عن كثير} غير أن الشيطان يجعل الأعين والعقول عنه غافلة، {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا..} الآية!!

يسعى الشيطان لطمس معالمه لدى النفوس المنكوسة، حتى يتمكن من تزيين كل حرام وإن كان قبيحاً مذموماً، والتزهيد في كل حلال حتى وإن كان جميلاً ممدوحاً!!

يزداد إستشعار القلوب المؤمنة لمؤشراته، كلما صفيت لله بالمراقبة، ويزداد فزع القلوب الغافلة بقرع أجراسه، كلما دنا وقت عذابها، وإنزال العواقب الوخيمة بها!!

من جعله معياراً له في حياته، وراقب أعماله وفق مقتضياته، نال السعادة في الدنيا والآخرة!! أما من غفل عن سرعة دورانه، وشمول حساباته ودقيق إحصائه، فقد أسلم للخراب قلبه، وللفزع أركانه، وصار مهيئاً لكل ألوان البلاء الظاهر منها والباطن!!

فراقب قلبك أيُّها السائر للقاء الله بخطى الليل والنهار الثابتة المتسارعة، وإعلم أن معيار الحياة في قلبك، إنما يكون بإستشعار دوران هذا الحساب، وإشفاقك على نفسك من طغيان ميزان السوء على ميزان الإحسان في أعمالك، فالذين خفت موازين أعمالهم يوم القيامة، إنما كان بفتحهم لنوافذ الشر على قلوبهم، فإزدان عفن المعاصي في أعينهم، بعدما فقدت قلوبهم مقومات تذوق حلاوة الإيمان!!

فهلا سألت ربك أن يُحبب إليك الإيمان وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، حتى لا يحلو في عينك العفن العاجل لمعاصي دنيانا الفانية؟!

الكاتب: أبو مهند القمري.

المصدر: موقع فرسان السنة.